1- قصص الحيوانات:
يعد هذا النوع من القصص من أكثرها تشويقاً للطفل، ولاسيما طفل المرحلة المبكرة (3-6 سنوات) فينجذب إليه الطفل فى هذه المرحلة أكثر من أى لون من ألوان قصص الأطفال، والسبب فى ذلك كما يرى علماء النفس أن الطفل الصغير يشعر بسعادة كبيرة إزاء الحيوانات الصغيرة، ولاسيما حين يرتبط معها بعلاقة الصداقة، فهو يألفها، وهى تأنس إليه، وربما كانت العلاقة بين الطفل وتلك الحيوانات أوثق من علاقته بمن هم حوله من الكبار، ولديها من عوامل الاستجابة التى تعبر عنها بأشكال من الحركات اللطيفة التى ترسم الابتسامة على شفتى الطفل.
وفى هذا النوع من القصص تلعب الحيوانات الأليفة وغيرها الأدوار الأساسية فهى تشكل الشخصيات الرئيسية بها، فصغار الأطفال (مرحلة ما قبل المدرسة) تبهرهم القصص البسيطة ذات المضمون الواقعى والمرتبطة بالبيئة التى يعيش فيها الطفل.
وتهدف قصص الحيوان إلى نقل معنى أخلاقياً أو تعليمياً أو حكمه، أو تنقل مغزى أدبياً، وهى تقوم بتعليم تلك الحقائق الأخلاقية فى شكل مشوق وجذاب لذلك فهى أكثر القصص تفصيلاً لدى أطفال الروضة، على أن تكون لهذه الحيوانات صفات جسمية سهلة الإدراك كالدجاجة الحمراء، والقطة السوداء، ويجوز أن تكون هذه الحيوانات متكلمة أو ذات صوت وحركات، لأن الطفل فى هذا السن يميل إلى الاعتقاد الوهمى بان الجماد والحيوان والنبات تتكلم .
والأطفال فى أعمارهم المختلفة يستمتعون بثلاثة أنواع من قصص الحيوان وهى:
- القصص التى تقوم فيها الطيور والحيوانات بما يقوم به الأطفال والكبار من أعمال تفسر لهم جوانب من الحياة، بهدف أن يتعودوا آداب السلوك التى تفيدهم فى الحياة، مثال قيام البطة بأعمال التلميذة الصغيرة.
- ومن القصص ما تقوم فيها الطيور والحيوانات بأعمالهم الحقيقية فى البيئة كقيام الكلب مثلاً بالحراسة وبذلك يتعلم الطفل كثير من طبائع الحيوانات ويلم بفوائد الحيوانات ومنافعها للإنسان.
- هناك نوع ثالث من القصص على لسان الحيوانات يكون ظاهرة التسلية وباطنة الحكمة وتعرض بعض الطرق لتجنب الأخطاء التى قد يقع فيها مثل قصص كليلة ودمنة .
2- القصص التاريخية:
وهى حكاية تشتق حوادثها وشخصياتها من التاريخ، وقد تدور حول بطل تأتى الحوادث من خلال سيرته، وقد تصور حادثة تاريخية معينة تبرز الشخصيات فى إطارها ومن أمثلة هذا النوع القصص الوطنية والأحداث الدينية وتاريخ حياة مشاهير الرجال والنساء.
ومما لاشك فيه أن تقديم حقائق التاريخ للأطفال تعتبر من الصعوبة بمكان وذلك لأن التاريخ يرتبط بالزمان ومفهوم الزمان بالنسبة للأطفال غامض، كذلك التاريخ يرتبط بالمكان ولا يتضح مفهوم المكان إلا بنمو الطفل عقلياً ولغوياً وأدبياً، كذلك يجد الطفل صعوبة فى إدراك تسلسل الأحداث، ومن هنا جاءت القصة التاريخية التى تعرض على الأطفال، بحيث تبسط الأحداث التاريخية بأسلوب شيق يساعد على تقبلها، ونقوم بتسجيل حياة الإنسان وعواطفة وانفعالاته فى إطار تاريخى، والأطفال حين يصغون إليها يستطيعون أن يدركوا كثير من جوانب الحياة.
فعن طريقة القصص التاريخية يدرؤك الأطفال ما يسببه إنسان لغيره من بنى جسمه من آلام حين يظلمه أو يستعبده فيكون ذلك حافزاً لأن ينبذ الأطفال الظلم والاستبداد.
ولهذا تلعب القصص التاريخية دوراً هاماً فى تنمية الوعى القومى والانتماء للوطن لدى الطفل، وتعرفه بأبطال أمته وإنجازاتهم، كما تقوى قدرة الأطفال على تمييز المفاهيم والقيم التى تبدو متعارضة مثل وجوب القتال بين الأعداء وتحريمه بين الأخوان، كما تنمى الحاسة الاجتماعية وروح العمل الجماعى والفردى من خلال عرض الأحداث التاريخية وتنمية خيال الأطفال وتفكيرهم وإشباع فضولهم.
ولذلك يرى المربون أن قصص التاريخ من القصص المهمة فى تربية النشئ ولذلك يلتمس المؤلفون لذه القصص الأساليب المناسبة التى يألفها الأطفال للأقبال عليها، لذلك هناك مجموعة من الشروط عند كتابة القصة التاريخية ومنها:
- أن يحدد الكاتب الصور التى يستخدمها لتقريب الأفكار إلى الأطفال.
- تحديد الإطارين الزمانى والمكانى لموضوع القصة بوضوح حتى يستطيع الطفل معرفة موقع الأحداث بالنسبة لحياته.
- تقديم وصف للمجتمع الذى تتحدث عنه القصة والبيئة مثل مجالات الطعام والشراب والمسكن والملبس وحياة الطفل.
-أن تكون المعلومات المقدمة للأطفال فى القصة زاخرة بوصف مسهب ودقيق وملون حتى يتكون لدى الطفل كثير من الانطباعات الواسعة عن الموضوع.
3- القصص الدينية:
ويقصد بها كل ما يستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة الرسول وأصحابه وتابعيه، مما يناسب مدارك الطفل ومستويات نضجه، ويساهم فى بناء شخصيته وفق مبادئ الإسلام وتعاليمه، وهذا اللون من القصص يعتمد على إثارة الإيحاء والاستهواء والتعاطف والمشاركة الوجدانية والتقليد فى إقتداء السامعين بسلوك الأبطال – وهذه القصص لا تستهدف الأحداث والوقائع العامة، ولكنها تعتمد على عرض المُثل العليا للأبطال الذين ضحوا فى سبيل الدعوة وأداء واجبهم المقدس نحوها ومن هؤلاء (بلال بن رباح، وعمار بن ياسر) وغيرهم كثيرون فالأعمال التى قام بها هؤلاء جميعاً مادة صالحة للمؤلفين، وفى استطاعتهم أن يقدموها لأطفالنا فى إطار قصصى ومنها يدرك الأطفال المعنى الصحيح للبطولة والقوة، ومثل هذه القصص يمكن أن نقدمها لأطفالنا فى الفترات المختلفة من عمرهم وحياتهم.
وتهدف القصص الدينية إلى تعريف الطفل بعقيدته وبربه وبواجباته نحو الله والعقيدة فهناك فرق بين طفل عرف الله من طفولته وتدرجت معرفته حتى كبر، وصارت هذه المعرفة جزءاً من روحه، أن الفرق بين طفل مؤمن وطفل لا يعرف الله هو الفرق بين الصدق والكذب، أو هو الفرق بين الأمانة والغش.
كما اشتملت قصص القرآن الكريم على أحسن القصص التى تتضمن تنمية خيال القارئ، والتى تحمل العبرات والقدوة، وتوجه نفوس الأطفال إلى كمال القيم الأخلاقية والسلوكية، والتى توضح جزاء حُسن الإتباع والتطبيق لأوامر الله سبحانه وتعالى، كما تبين عاقبة الإهمال والتفريط فى حقوق الله عز وجل وحقوق الناس أيضاً.
ونتيجة لأهمية القصص الدينية لدى الأطفال لابد من مراعاة عدة شروط عن كتابتها:
-يجب أن تربط هذه الإبداعات الأطفال بالدين عن طريق الحب لا القهم والخوف وتعلمهم الرحمة عن طريق رحمة الله بعبادة.
- أن تدور موضوعاتها حول: التوحيد – الإيمان بالله – الخير والشر.
- الاهتمام بالشكل القصصى والذى جاء به القرآن الكريم (نحن نقص عليك أحسن القصص).
- الاهتمام بقصص الصحابة رضى الله عنهم وأبطال الإسلام.
4- القصص الفكاهية:
ويقصد بها الحكايات الهزلية المضحكة التى تبدد سحب الأحزان، وتبعث فينا السرور وتعود فائدتها للكبار والأطفال بحيث أنها تؤدى إلى الاسترخاء، فعصر التوتر والقلق الذى يعيشه أطفال اليوم يجعلهم فى حاجة إلى القصة المرحة، ومن المهم أن نبحث عن قصة مضحكة نقدمها للأطفال بشرط ألا تكون على حساب الآخرين وسخرية منهم أو خروجاً عن اللياقة والأدب.
وينجذب الأطفال إلى القصص الفكاهية بشكل ملفت للنظر حيث يجدون فيها وفى الطرائف والنوادر ما يضحكهم ، فقد خلق الله فى الإنسان خاصية الضحك كى تقيه من أثار التعاطف الزائد عن الحد.
ومن القصص الفكاهية ما ترسم على شفاه الأطفال ابتسامه، ومنها ما يضحكهم ومن بين هذه وتلك ما تحمل مُثل ومبادئ أخلاقية، ومنها ما تنبه أذهان الأطفال وتدفعهم إلى التخيل والتفكير، ومنها ما تشبع فيهم رغبات إنسانية نبيلة، والأطفال جميعاً منذ الطفولة المبكرة وما بعدها يرحبون بقصص الفكاهة، ويقبلون على سماعها وقراءتها، وهم يحسون بسعادة غامرة إذا وجدوا من القصص ما يطلق الابتسامات على شفاههم، ومن الأهداف التى تحققها القصص الفكاهية أنها تحبب الأطفال منذ الصغر فى القراءة لأنهم يملون من قراءة الكتب التى لم تشتمل على بعض الفكاهة، كما تربى فى نفوسهم الميول الأدبية منذ الصغر .
كما أنها تعمل على غرس المبادئ الأخلاقية فى نفوس الأطفال وتنبه أذهانهم وتدفعهم إلى التفكير وتشبع فيهم رغبات إنسانية وتبعث الإشراق والتفاؤل إلى نفسه وتنمية ذوقه وإذكاء إحساسه
ومن أهم أهداف القصص الفكاهية أيضاً إزالة التوتر وتجديد النشاط، وإشاعة جو من المودة والألفة بين العلم والتلاميذ، والتخفيف من ضغوط اليوم الدراسى، كما أن لها فوائد صحية للأعصاب والشرايين.
وتمتاز هذه القصص بالقصر والبساطة، وبوجود مغزى تدور حوله القصة، إما نقداً لقيم وعادات وتقاليد قد أصبحت بالية أو عظا وإرشادات وأبطالها عادة ما يكونون من الظرفاء أو البلاء أو المغفلين أو الأذكياء ومعظمها يختم بلغة تبعث على الابتسام وهى سريعة الحفظ والانتشار بسبب ما فيها من مفارقة، وما تثره من ضحك وبذلك فهى تحقق توازن فى الجانب الوجدانى للطفل وتمثل ذوقه.
يعطيك العافيه على الطرح المفيده ، استمتعت في قرايتها .
ردحذفموضوع جداً مهم ويفيد الأطفال في تنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والبدنية شكراً لكِ..
ردحذفالتعليم عن طريق القصص جمييل و فعال
ردحذفموضوعك مفيد يعطيك العافيه ..
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفالقصص هي عشق الأطفال ، و من الجيد إستخدامها في طريقة التعليم .. أحسنت 👏🏼👏🏼
ردحذفمعلومات إثرائية رائعه ، شكرًا لك هذا الطرح المفيد ..
ردحذف