تنبع أهمية الأناشيد من كونها قطعًا أدبية جميلة يحبها الأطفال ، ويتحمسون لألحانها ، وينشدونها في أوقات فراغهم ، ولهوهم ، ونشاطهم .
ويحقق المعلم من تدريس الأغاني والأناشيد أهدافًا كثيرة ، تربوية ، وخلقية ، ولغوية منها :
- معالجة الطالب الخجول ، إذ تتيح له الأناشيد فرصة النطق بصوت مرتفع مع زملائه ، أو منفردًا.
- تحسين النطق ، وإخراج الحروف من مخارجها بوضوح أثناء الإنشاد.
- تعتبر من بواعث السرور للطلبة ، و أثرها واضح في تجديد نشاطهم ، وتبديد سآمتهم.
- تزيد من إثارة الطلبة ، وتبعث فيهم الحمية والحماسة ، وتقوي شخصياتهم .
- إكساب الطلبة الصفات النبيلة والمثل العليا.
- إكساب الطلبة للمعارف والمفاهيم بصورة محببة شائقة.
مجالات مواضيع الأغاني والأناشيد:
أولاً: المجال الخلقي والتهذيبي:
تستخدم الأغاني والأناشيد لتثبيت التوجيهات التربوية التي تدعو إلى الفضائل في التعامل مع الآخرين ، وجعل التصرفات اللائقة عادات راسخة يقوم بها الفرد بصورة تلقائية بعد اكتسابها في مراحل مبكرة من عمره ، ونذكر في ذلك أمثلة كالنظافة ، والصدق ، والأمانة ، وتحية الآخرين ، واحترام الكبار والمعلمين.
ومن الأشعار التي تشجع على النظافة :
الولد النظيف منظره لطيف
يحبه الأغراب والآل والأصحاب
ثانيًا: المجال التعليمي :
تتناول الأغاني والأناشيد في هذا المجال موضوعات لها علاقة بالمهارات والمعارف التي يدرسها الأطفال في المدارس ، مثل القراءة ، والحساب ، واللغة الأجنبية ، والعلوم المختلفة ، والاجتماعيات.
و لم تخل طرق التدريس القديمة من وسائل التعلم التي أثبتت نجاعتها ، فالعرب صاغوا كثيرًا من قواعد اللغة و كثيرًا من الموضوعات في أشعار ينشدونها ومن أمثلتها ألفية ابن مالك ، ونذكر هنا أغنية حروف الجر مثلاً:
هاك حروف الجر و هي : من إلى
في عن على مذ منذ رب و خلا
حاشى و كافٌ ، لامٌ، باءٌ زائدة
واوٌ و تاء القسم في المنتهى
ثالثاً : مجال الأناشيد الوطنية :
وهي الأغاني والأناشيد التي تتناول موضوعاتها حب الوطن والانتماء إليه والتضحية في سبيله ، وإحياء ذكرى أبطاله ومآثرهم .
ومن الأمثلة على ذلك نشيد جيشنا :
إني أحب جيشنا لأنه يحمي الوطن
يرعاه ربي دائمًا يحيا لنا طول الزمن
رابعًا : مجال الأناشيد الدينية :
إن الغناء الديني قديم جدًا ، ولقد كان القدماء يغنون لآلهتهم التي اعتقدوا بأنها تسير الظواهر والأحداث الطبيعية ، وكانت العرب قبل الإسلام تلبي نداء الحج وتهلل حول الكعبة ، ومن تلبياتهم ما كانت قبيلة نزار تردده في طريقها إلى مكة حيث ينشد أفرادها :
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك
إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك
ولقد أنعم الله على العرب بالإسلام ، الذي سمح لهم بالتلبية والتهليل في مناسك الحج معدلاً التلبية والتهليل بما يتناسب و العقيدة الإسلامية.
ولقد ثابر المسلمون في أمصارهم على الاحتفال بالأعياد ، والمناسبات الإسلامية بالغناء من إنشاد أناشيد دينية مختلفة المواضيع بالعامية والفصحى ، كما استفاد المربون والمعلمون العرب من موهبة الغناء والنشيد في تعليم الأطفال الفكر والأصول الإسلامية وتثبيتها في نفوسهم ومن الأمثلة على ذلك نشيد رمضان :
أهلاً أهلاً يا رمضان شهر الصوم و الإحسان
شهر الصوم و الحسنات شهر الخير و البركات
خامسًا : المجال الترفيهي :
إن الأغاني والأناشيد إلى جانب أنها ذات فوائد عظيم للتربية وارتقاء الحس والذوق ، فإن لها فوائد كبيرة على النفس البشرية ، خاصة في الترويح عن النفس ، أو حتى في تغيير حالة الإنسان النفسية من حالة على أخرى ، فقد يكون الإنسان حزينًا مبتئسًا فيسمع نوعًا من الأغاني والأناشيد فيخفف عنه ويريحه ؛ وقد تنقله الأغاني والأناشيد إلى وضعٍ فيه حيوية وفرح ينسيه ما كان فيه من حزن وبؤس .
وفي الجانب الترفيهي هناك أغانٍ وأناشيد ممتعة للنفس مريحة لها دون الخوض في أهدافٍ بعينها ، ومثل هذه الأغاني والأناشيد يبتكرها الأطفال بأنفسهم أحيانًا وبعضها موضوع ومؤلف حسب نظرة تربوية محددة.
اختيار الأناشيد :
حيث أن الطالب وخصوصًا الطفل ، ينفر من أي نص لا يفهمه ، فلا بد عند تأليف الأناشيد أو اختيارها أن تكون فكرتها جميلة ، وموسيقاها عذبة ، وألفاظها سهلة.
ويجب أن تتوافر فيها العناصر التالية :
- خلوها من الكلمات الغريبة أو الصعبة.
- أن يكون موضوعها شائقًا محببًا للطلبة ومثيرًا لعواطفهم .
- أن يكون الخيال في الأناشيد قريبًا من مدارك الطلبة.
- أن يكون النشيد ملائمًا لميول الطلبة ورغباتهم .
ولابد ونحن نختار الأغاني والأناشيد المقدمة للأطفال أن نضع في حسباننا بعض النقاط منها :
1- أن تكون الأغاني والأناشيد المقدمة للأطفال ذات هدف واحد ومحدد فلا تقدمه بصورة عشوائية دون أن نسأل أنفسنا كمعلمين سؤالاً مهمًا وهو لماذا تقدم هذه الأغاني والأناشيد لهؤلاء الأطفال.
2- الكلمات التي تتضمنها الأغاني والأناشيد يفضل أن يتسع لها القاموس اللغوي للطفل.
3- يفضل أن تبعث الأغاني والأناشيد في نفس الطفل البهجة والسرور وذلك لأن عواطف وانفعالات الطفل لا تتسع للانفعالات الحادة كالحزن والقلق واليأس وما إلى ذلك.
4- القدرات الصوتية للطفل والطاقات التعبيرية ينبغي أن توضع في الحسبان عند تقديم الأغاني والأناشيد للأطفال .
5- إيقاع الأغاني والأناشيد ينبغي أن يتميز بالسهولة واليسر، فإذا كانت الكلمات سهلة وسلسة كان الإيقاع كذلك.
6- كلمات الأغاني والأناشيد يفضل أن تستوحي من عالم الطفل المحيط به مثل والديه وأخوته والحيوانات والطيور.
7- أن تحمل الأغاني والأناشيد أفكارًا وفيما تمد الطفل بالتجارب والخبرات ، وتجعلهم أكثر إحساسًا بالحياة وأن تكون تلك واضحة ، يستطيع الطفل أن يدركها.
8- يفضل أن يصاحب الأغاني والأناشيد آلات موسيقية يشترط أن تكون مناسبة.
9- أن تسهم الأغاني والأناشيد في إشباع حاجات الأطفال وتتجاوب مع خصوصياتهم ، حتى يرددها بينه وبين نفسه ، أو في أماكنه الخاصة ، أو أن ينشرها الأطفال في رحلاتهم .
10- أن تعمل هذه الأناشيد والأغاني على إثارة العواطف القومية والوطنية والدينية والإنسانية حتى تستطيع مخاطبة وجدان الأطفال.
11- يفضل ألا تتناول الأغنية والنشيد المقدم للطفل أكثر من فكرة واحدة أو تدور حول أكثر من موضوع.
12- الأغنية والنشيد حينما تصاغ في قالب قصصي أو درامي مشوق تلقى المزيد من الإقبال من جانب الأطفال.
13- من الأفضل أن تكون الأغاني والأناشيد في خدمة التجمعات المحببة للأطفال مثل تجمع الفلاحين وهم يجنون ثمار ومحصول حقولهم ، وتجمع الصيادين ، والعمال ، والتجار والمحاربين ، وأصحاب الحرف الذين ينبغي أن تكون لهم أناشيدهم وأغانيهم ليستطيع الأطفال مشاركتهم وجدانيًا عن طريق هذه الأناشيد والأغاني .
14- أن تكون الأغاني والأناشيد متجاوبة مع الأحداث ، والمناسبات التي تحقق للطفل الالتحام الاجتماعي ، وتلك المناسبات والأحداث التي تحقق للأطفال ارتباطًا وثيقًا بالدين والوطن.
15- تجانس الألفاظ مع المعاني مهم في أناشيد وأغاني الأطفال فينبغي أن يكون اللفظ رقيقًا في المواقف الرقيقة ، وأن يكون قويًا في المواقف القوية ، وأن يتناسب اللفظ مع المعنى بعيدًا عن الحشو المخل ، والقصور الذي لا يفي بالمعنى.
- أن تساعد الأغاني والأناشيد كي يستثمروها في مناسبتهم وأعيادهم وتجمعاتهم ، وإحياء المواسم التي يحيونها مثل أعياد الطفولة ، وشهر رمضان ، وعيد الفطر وعيد الأضحى وغيرها .
17- يفضل أن تتضمن الأغاني والأناشيد بعض الكلمات الصوتية المحببة لهم ويقلدونها مثل أصوات الحيوانات والآلات والطيور بما يضفي المرح مع الأغنية والنشيد.
18- السرعة في إيقاع الأغنية من الأمور المحببة للأطفال ، أما الأغاني والأناشيد البطيئة تشعر الأطفال بالملل وتصرفهم عنها.
الوسائل والصور المصاحبة للأناشيد والأغاني تسهم بقدر كبير في تحقيق الهدف من تقديم الأغاني والأناشيد.
بواسطة : منيرة الدوسري.